مركز أكد للدراسات الاقتصادية والمالية / القوة الناعمة وتأثيرها في انضمام العراق لمبادرة الحزام والطريق الصينية

القوة الناعمة وتأثيرها في انضمام العراق لمبادرة الحزام والطريق الصينية

مايو 16, 2023

القوة الناعمة وتأثيرها في انضمام العراق لمبادرة الحزام والطريق الصينية

 

أ.م.د. سهيلة عبد الزهرة مستور الحجيمي1

قسم الاقتصاد, كلية الادارة والاقتصاد / الجامعة المستنصرية

م.د . صادق طعمة خلف البهادلي2

قسم المالية والمصرفية, كلية الادارة والاقتصاد / الجامعة المستنصرية

 

المستخلص 

يتناول البحث تحديد ما نعنيه بالقوة الناعمة ، وما هو تأثيرها على العلاقات مع العراق ومدى الضغط التي تستخدمه البلدان لعدم انضمام العراق الى مبادرة الحزام وطريق الحرير الصينية ،  اذ ان العراق لا يملك الإرادة الكافية لإعاقة وإيقاف القوة الناعمة في التدخل في الشأن الداخلي وهناك قوى عديدة تتنافس على العراق لموقعه الجغرافي وامكانياته الاقتصادية فضلا عن ذلك هناك إعاقة من دول أخرى ، يتعلق بموضوع انضمام العراق الى مبادرة الحزام والطريق الصينية والسؤال المطروح  ؟ هل تقبل هذه القوى  ان يكون العراق جزءا ً من هذه المبادرة ، لاسيما هناك صراع محاور وصراع مصالح اقتصادية .

واذا اخذنا موقف الصين هذا الطرف المهم في المعادلة لاشك ان لديها تحدي تحقيق ونجاح مبادرة الحزام والطريق الصينية وهو تحدي مواجهة الضغوط الأمريكية التي تسعى للحفاظ على مكانتها كقطب واحد مهيمن في النظام الدولي ولكل دولة لديها قوة ناعمة تستخدمها لتحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية  ، ويبقى التحدي نفسه امام العراق في تحقيق مصالحه في ظل سيطرة هذه القوى ، فهل تقبل الولايات المتحدة دخول العراق في هذا المشروع والكل يعلم حجم الهيمنة السياسية والاقتصادية والعسكرية على هذا البلد من قبيل الولايات المتحدة الأمريكية ، وكيف سيواجه العراق منافسة البلدان الأخرى المتضررة من انضمام العراق للمبادرة ، وتبقى ” نظرية القوة الناعمة ” هي السائدة فقد تستعمل الصين قدرتها على الاستثمار ومنح القروض للدول لإنجاز البنى التحتية كوسيلة لزيادة قوتها الناعمة وبسط نفوذها الاقتصادي العالمي ، وكما هناك قوة ناعمة تمارس على العراق لعدم الانضمام الى المبادرة أيضا الصين لديها قوة ناعمة للسيطرة والنفوذ من خلال السياسة والاقتصاد والقروض والسيطرة على المشاريع المنفذة .

 

 

 

 

 

 

المقدمة :                                                                                                           

لاشك ان الصين عندها مصالح في الشرق الأوسط باعتبارها قوة اقتصادية واعدة تبحث عن أسواق واسعة لتصريف منتجاتها الكثيرة ، لذلك هناك انفاق كبير من اجل الوصول الى هذه الأسواق ومنافسة القوى الاقتصادية الأخرى من خلال السلع والمنتجات الرخيصة ، لذلك مبادرة الحزام والطريق الصينية  قد تكون فرصة للعراق في تنويع مصادر دخله سيما ان هذا البلد يمر بأزمة مالية واقتصادية فضلا عن الازمة الصحية وما تحتاجه من نفقات للحد من انعكاسات جائحة فايروس كورونا ، ولا تكفي ايرادات الصادرات النفطية لسد النفقات العام في الموازنة الاتحادية ، لكن هل الامر سهلا بحيث تسمح القوة الناعمة بانضمام العراق الى هذه المبادرة علما ان هناك مصالح للكثير من البلدان سوى الغربية او العربية بعدم انضمامه الى هذه المبادرة ، بالتالي هل يحق للعراق ممارسة القوة الناعمة من طرفه كبلد يملك موقع استراتيجي وثروات طبيعة ويسوق لنفسه ليحقق مصالحه الاقتصادية .

وكما أن الصين لديها تحدي تحقيق ونجاح مبادرتها هو تحدي مواجهة الضغوطات الأمريكية التي تسعى للحفاظ على مكانتها كقطب واحد مهيمن في النظام الدولي بشعار ” أمريكا أولاً ” ، يبقى التحدي نفسه امام العراق ، فهل تقبل الولايات المتحدة دخول العراق في هذا المشروع والكل يعلم حجم الهيمنة السياسية والاقتصادية والعسكرية على هذا البلد من قبيل الولايات المتحدة الأمريكية ، كيف سيواجه العراق منافسة البلدان الأخرى المتضررة من انضمام العراق للمبادرة .

ويبقى نجاح طريق الحرير الصيني في ظل الفرضية الآتية ( كلما زاد عدد الدول المنضمة للمبادرة ، كلما سهل على الصين بسط هيمنتها ونفوذها الاقتصادي) ، أما النظرية المعتمدة فهي ” نظرية القوة الناعمة ” ، اذ تستعمل الصين قدرتها على الاستثمار ومنح القروض للدول لإنجاز البنى التحتية كوسيلة لزيادة قوتها الناعمة وبسط نفوذها الاقتصادي العالمي ، وكما هناك قوة ناعمة تمارس على العراق لعدم الانضمام الى المبادرة أيضا الصين لديها قوة ناعمة للسيطرة والنفوذ من خلال السياسة الاقتصادية والقروض والسيطرة على المشاريع المنفذة .

الكلمات الافتتاحية: القوة الناعمة، التأثير، مبادرة الحزام والطريق الصينية ،المنافع، المكاسب، المتطلبات ، التحديات .

مشكلة البحث :

مشكلة حقيقية للبحث هي ( تحديد ما نعنيه بالقوة الناعمة ، وما هو تأثيرها على العلاقات مع العراق ومدى الضغط التي تستخدمه البلدان لعدم انضمام العراق الى مبادرة الحزام وطريق الحرير الصينية ، علما ان كل الدراسات تقول ان تحقيق الانضمام سيؤدي الى نتائج إيجابية على التنمية المستدامة في العراق ويحقق عملية تنويع مصادر الدخل القومي والاقتصاد العراقي احوج ما يكون الى هذا التنويع كونه اقتصاد احادي الجانب يعتمد على تصدر النفط الخام .

 

 

 

أهمية البحث :                                                                                                  

من خلال النظر الى الواقع نجد ان هناك دور للقوة الناعمة في إعادة تشكيل الشرق الأوسط والعراق محض اهتمام هذه القوة لذلك هناك جدل حقيقي فيما يتعلق بموضوع انضمام العراق الى مبادرة الحزام والطريق الصينية والكل يطرح سؤال ؟ هل تقبل هذه القوة ان يكون العراق في هذه المبادرة ؟ بل ان  هناك بلدان تبعيتها لهذه القوة قد تمنع العراق من الانضمام لان مصالحها ستضرر ،  لذلك أهمية الموضوع تنبع من مفهوم القوة الناعمة وكيف نشأ ؟ وما ظروف تطوره ؟ وكيف يمارس ؟ وأين مسرحه ؟ .

فرضية البحث  :

انطلق البحث من فرضية مفادها ” ان هناك ضغطا من القوة الناعمة لتعطيل انضمام العراق الى مبادرة الحزام والطريق الصينية ، والعراق لا يملك القوة لإعاقة وإيقاف القوة الناعمة في التدخل في الشأن الداخلي ، والمطلوب امتلاك الإرادة الكافية والحقيقية لجعل معطيات المرحلة تصب في مصالح البلد بدلا من ان تصب في مصالح أعدائها أو منافسيها “.

أهداف البحث :

  • تقديم أطار نظري للقوة الناعمة من حيث المفهوم والأدوات والوسائل كما يقدم البحث اطار نظري لمفهوم مبادرة الحزام والطريق الصينية وأهدافها واهميتها للعراق .
  • كيف مكنت أدوات القوة الناعمة للولايات المتحدة الأمريكية من تحقيق استراتيجيتها لإحداث تغيرات بنيوية في بعص مفاصل النظام السياسي في العراق علما ان أدوات القوة الناعمة لا تقتصر على الولايات المتحدة وانما هناك بعض البلدان المجاورة والإقليمية تمارس القوة الناعمة لعدم انضمام العراق للمبادرة .
  • تحليل وتقييم الأثار الاقتصادية المترتبة للقوة الناعمة في اطار عملها لعدم انضمام العراق للمبادرة ، مع إيضاح المنافع والمكاسب لانضمام العراق الى هذه المبادرة .

 

هيكلية البحث :

البحث تضمن  ثلاثة محاور ، الأول :  تحديد الإطار النظري للموضوع وتناول ماهية القوة الناعمة من حيث التعريف والمعنى والاهمية مع التركيز على معطيات القوة الناعمة في العراق وتأثيرها في انضمام العراق لمبادرة الحزام والطريق الصينية ، مع التعرف على مشروع طريق الحرير الصيني العملاق ونشأة ومضمون هذا المشروع اما المحور الثاني فقد تناول الأهداف الاستراتيجية لمبادرة الحزام والطريق الصينية ، واختص  المحور الثالث بالقوة الناعمة وتأثيرها على انضمام العراق الى المبادرة مع تحديد أهم الأهداف للدول المنضمة لمبادرة الحزام وطريق الحرير الصيني وما هي المكاسب للعراق من خلال  العراق الالتحاق بمبادرة الحزام والطريق الصيني.

 

 

 

المحور الأول

القوة الناعمة .. الإطار النظري والمفاهيمي

برز مفهوم القوة الناعمة في السياسة الخارجية الأمريكية لأهداف ترتبط بتغيير أدوات الحرب من ( القوة العسكرية الصلبة الى القوة الناعمة) ، التي تتجلى في أدواتها الثقافية والاقتصادية والإعلامية .

أولا:  مفهوم القوة الناعمة

تشكل مفهوم ” القوة الناعمة ” في مقال عام 1990 لجوزيف ناي نشرته مجلة ” فورن افيرز ” الأمريكية استخدم فيه مصطلح ” قوة الاستتباع غير القهرية ” ثم طور المصطلح فاصبح القوة الناعمة كأحد قوة الاستتباع، ولم يقتصر هذا المفهوم على السياسية الخارجية الأمريكية  ، فكل دولة لها الحق في البحث عن قوتها الناعمة من خلال تمكين مكانتها بين الدول ، اذ ان الإنجازات في مجال القوة الناعمة ليست عملية معقدة ولكنها عملية منظمة تتطلب مشاركة متكاملة بين عناصر القوة الناعمة في أي مجتمع والتي تدور حول( الثقافة والتنمية والتعليم والعلاقات الدبلوماسية والأداء الحكومي في المجالات التنموية والاجتماعية )[1].  عرفها البعض [2]   بأنها  : القوة الناعمة ( هي في جوهرها قدرة أمة معينة على التأثير في أمم أخرى وتوجيه خياراتها العامة ، وذلك استنادا الى جاذبية نظامها الاجتماعي والثقافي ومنظومة قيمها ومؤسساتها بدل  الاعتماد على الاكراه أو التهديد ، وهذه الجاذبية يمكن نشرها بطرق شتى ” الثقافة الشعبية ، الدبلوماسية الخاصة والعامة ، المنظمات الدولية ، مجمل الشركات والمؤسسات التجارية العاملة ، وتحصر القوة الناعمة لأي دولة من الدول الكبرى الفاعلة في المسرح العالمي في ثلاثة عناصر أساسية ( الثقافة العامة وما اذا كانت جاذبة أم منفرة للآخرين ، القيم السياسية ومدى جدية الالتزام بها سواء في الداخل أم في الخارج سلما أم حربا ، السياسية الخارجية ودرجة مشروعيتها وقبولها الطوعي من طرف دول العالم وشعوبه بما يعزز مكانة الدولة ، كما عرفت القوة الناعمة ” بأنها القدرة على الحصول على ما تريد عن طريق الجاذبية بدلاً عن الارغام ، وهي القدرة على التأثير في سلوك الآخرين للحصول على النتائج والأهداف المتوخاة بدون الاضطرار الى استعمال المفرط للعوامل والوسائل العسكرية والصلبة [3]. ولا اعتقد ان القوة العسكرية تمارس فقط من قبل الولايات المتحدة الامريكية اذ ان للعراق موقع استراتيجي يربط الشرق بالغرب والمنافسة كبيرة عليه فهو يملك من الخيرات ما يجعل الكل يتنافس من اجل الحصول على موقع في هذا البلد، حتى الصين تمارس القوة الناعمة من خلال المشاريع والمبادرات التي تقدمها بالتالي المعترضين يؤكدون هناك خطرا على العراق من الصين فهي عن طريق القروض ممكن ان يكون العراق تابعا لها ، اذ ان القوة الناعمة أكثر من مجرد الاقناع او القدرة على استمالة الناس بالحجة ، بل هي قد تكون القدرة على الجذب ، والأخير كثيرا ما يؤدي الى الإذعان ، وعند تعريف القوة الناعمة من خلال السلوك فإنها ببساطة تعني ”  القوة الجذابة ” وطبعا يتحقق ذلك من خلال وسائل الاعلام والأدوات الاقتصادية والمساعدات والقروض وكذلك الأدوات الثقافية التي تنتج مثل هذه الجاذبية في الدول .

للقوة الناعمة تأثير ضخم على القرارات التي يقوم بها الأفراد أو الشركات أو الحكومات ، وقد قال ”  جوزيف ناي ” ، مؤسس فكرة القوة الناعمة (  انها تعد وسيلة للنجاح لهؤلاء الذين يدركون كيف يستفيد منها ، انه لأمر مذهل أن رؤية تصورات الأشخاص في العالم حول الدول المختلفة ، ونقاط قوتهم وماهي تحدياتهم خلال العمل على نقاط القوة الناعمة العالمية [4]. والبعض يذهب الى تعريف القوة الناعمة ” القدرة على حمل الآخرين على القيام بما لم يرغبوا في فعله ، والبعض الاخر يرى انها انشاء علاقة تبعية بين طرفين يستطيع من خلاله الطرف الأول ان يجعل الطرف الثاني يفعل ما يريد ، أي التصرف تضيف الى مصالح مالك القوة [5] .

ثانيا : موارد القوة الناعمة .

تتلخص موارد القوة الناعمة في تعزيز القيم والثقافة واهداف القوى السياسية والاقتصادية واستغلال ذلك في اضعاف موارد واقتصاد المنافسين ومن يحسبون اعداد للمصالح القومية للقوى الكبيرة ، ويتم ذلك من خلال توسيع مساحة وجاذبية الرموز الثقافية والتجارية والإعلامية والعلمية ومساحات الابداع والابتكارات من اجل تقليص نفوذ المنافسين لبسط وتحسين وتلميع هذه الجاذبية وصورتها وتثبيت شرعية مزيفة للتعامل السلوكي وضرب أي مصالح ومنافع الدولة المعنية التي تبحث على مصالحها في ظل هذا الضغط المباشر وغير المباشر لعدم الذهاب لمحور ممكن ان يحقق المكاسب والمنافع الاقتصادية . في ضوء ذلك القوة الناعمة تعني ” قدرة الدولة على استخدام الوسائل غير العسكرية في تحقيق أهدافها ومصالحها ، ومن أهم هذه الأدوات والوسائل ، الإعلامية والثقافية والسياسية وحتى الضغط الشعبي باتجاه خلق فوضى في ظاهرها مقنع شعوب يبحث عن الخدمات الأساسية وفرص العمل لكن تحرك لصالح احداث فوضى تعطل الحياة العامة للمجتمعات ، والوصول الى هذه الأهداف بطرق شتى من خلال الترغيب والاغراء[6].

وقد يحدث خلط في توظيف الفهم الحقيقي للقوة الناعمة ومعرفة طبيعتها ، اذ يرى البعض انه يمكن اطلاق مفهوم القوة الناعمة على الأنشطة والوسائل غير العسكرية التي تدخل ضمن نطاق القوة الصلبة وهذا فهم من زاوية أخلاقية لكونه بديلا عن القوة العسكرية الصلبة ، لكن حقيقة القوة الناعمة تتعدى ذلك لتشمل صناعة الخطاب الإعلامي وتشكيل الصورة الذهنية وتسويق سمعة الدولة لشعوب العالم ، فالقوة الناعمة في العمق تقوم على رفع شعارات وقضايا مرغوبة ومحبوبة والبحث عن قيم مشتركة مع الطرف المستهدف مثال ذلك ( مفاهيم الحرية والحداثة والديمقراطية وحقوق الانسان ) ، وكل هذه المفاهيم تسعى اليها الشعوب والافراد[7].

وقد زاد من غموض الفهم الحقيقي للقوة الناعمة غلبة الطابع غير المادي على ابعاده سواءً من حيث طبيعة موارد القوة وآليات  ممارساتها أو أهدافها ، وقد تتناول الكثير من الاليات التي لا تعتمد القوة العسكرية بل من خلال استقطاب الآخرين وجذبهم عبر آليات تقوم على التأطير والاقناع والجاذبية ، وبالاعتماد بشكل اكبر على موارد غير مادية مثل الثقافة والقيم السياسية وشرعية السياسات الخارجية ، لتحقيق النواتج المنشودة[8]. وفي ضوء ذلك لا يعني استخدام القوة الناعمة من طرف القوة الاقتصادية والسياسية فقط اذ يحق لبلد مثل العراق ان تستخدم بما يملك من مقومات هذه القوة لتحقيق مصالحه السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ثالثا : النموذج السلبي للقوة الناعمة .

لاشك مفهوم القوة الناعمة مفهوم معقد ومتشابك ، فاذا تم استخدامه من قبل الدول الكبيرة يمكن استخدامه من دول صغيرة في مواردها واقتصادها ، اذ ان الحماس الشديد في الحديث عن القوة الناعمة وأهمية توظيفه من قبل الدول لتحسين صورتها عالميا وتحقيق أهدافها السياسية ، ولا يوجد أدنى شك في حقيقة ذلك ، لكن في الحقيقة القوة الناعمة يمكن ان تكون سيفا ذا حدين اذا لم نحسن فهمه والتعامل معه فاي مجهود يتم ذله قد يذهب ادراج الرياح اذا لم يواكب أي جهد مبذول خطوات علمية تصحيحية على ارض الواقع بنظر اليه العالم الخارجي بإعجاب وتقدير وتكون أساسا تقوم عليه خطط القوة الناعمة ، ويقول واضع المفهوم  [9]:  : ( للمتلقي الخارجي أهمية قصوى ، فاذا لم تتمكن مبادرات القوة الناعمة من أن تكون جاذبة ومقنعة ، فان استراتيجية القوة الناعمة محكوم عليها بالفشل ) ،  هذه الاستراتيجية عادة ما تؤدي الى وضع الدولة تحت الأضواء عبر فعاليات اقتصادية وتجارية وثقافية ومؤتمرات وندوات لكنها لا تحقق الهدف المرجو ، الصين على سبيل المثال تمتلك مصادر قوة ناعمة هائلة بكل المعايير مدعومة بقوة اقتصادية   وعسكرية ومع ذلك فان تقييمها في مؤشرات القوة الناعمة يعد متدنيا بالمقارنة مع الولايات المتحدة الامريكية بل مع الهند التي تقل عنها كثيرا في تلك المصادر والسبب يعود الى ان الصين لم تضع استراتيجية للقوة الناعمة ولم تتمكن من ان تضع رؤية شاملة محلية وخارجية تكون إيجابية في مجملها وتحظى بالقبول من منظور عالمي [10].

ولاشك ان العراق وقع في خطأ فادح بعد 2003 اذ قدم نموذجا صارخا لفشل الدبلوماسية العامة والقوة الناعمة فلا رؤية استراتيجية    لنظام سياسي يثق به المحيط العربي والإقليمي مع اعلام لا يعرف ماذا يريد فمن غير المعقول انك لا تستطيع ان تصدر اربع مليون برميل تصرح بان العراق سيصدر 12 مليون برميل يوميا هذه التصريحات التي لا تتوافق مع حجم البلد وقدراته الفعلية ، هذه السياسة تسعى الى تحقيق اهداف وطموحات اكبر بكثير من حجم البلد في ظل اعلام لا يعرف ان ذلك سيؤدي الى استعداء الاخرين وكأنك بذلك تعلن الحرب الاقتصادية عليهم محاولا تدميرهم   ، لذلك شهد العراق حربا من رموز الشر والإرهاب ودفعت المليارات من اجل شراء الذمم لتدمير النسيج الاجتماعي وتعطيل حركة الاقتصاد في البلاد.

المحور الثاني

مشروع طريق الحرير الصيني العملاق.. النشأ والمضمون والأهداف

اولا : نشأة مبادرة الحزام والطريق الصينية

تعد هذه المبادرة احياء لفكرة طريق الحرير القديم ، وترجع هذه الفكرة الى القرن الثاني قبل الميلاد ،  وكان عبارة عن شبكة من الطرق تسلكها القوافل بهدف نقل البضائع التجارية من الصين وآسيا الوسطى وبلاد فارس والعرب وأوربا وكانت سلعة الحرير من أهم البضائع التي كانت تصدرها الصين .

وقام الرئيس الصيني ” شي جين بينج ” بإحياء فكرة طريق الحرير القديم عند زيارته لكازاخستان في عام 2013 ، اذ اعلن عن انشاء الحزام الاقتصادي الجديد ، واطلق عليه ” مبادرة الحزام والطريق الصينية ” ، وهو مشروع اقتصادي عالمي يتكون من شقين الأول بري اسمه الطريق والثاني بحري اسمه الحزام ” وبذلك اصبح اسم المبادرة الحزام والطريق وفي بعض المؤلفات نجده يحمل اسم طريق الحرير الجديد حتى يميز على طريق قديم كانت القوافل تتبعه للتجارة ونقل البضائع [11].

ظهرت مبادرة الحزام والطريق الصينية ، والاقتصاد الصيني يتمتع بقدرات وامكانيات مالية ضخمة تمكنه من دعم المبادرة بكل ما تحتاجه من امكانيات لنجاحها ، فضلا عن ذلك تمتع الصين بقدرات سياسية ودبلوماسية أكبر لدعم هذه المبادرة، لذلك المبادرة هي استراتيجية واطار للتنمية تركز على تنمية البنى التحتية التي تعزز التعاون الاقتصادي بين البلدان على طول المسارات المقترحة ، اذ تؤكد الاستراتيجية محاولة الصين لعب دور أكبر في الشؤون العالمية ، وهي استراتيجية مربحة للجميع في الديناميكيات الدولية الجديدة [12].

ثانيا: مضمون مبادرة الحزام والطريق الصينية

أما فيما يتعلق بمضمون المبادرة ، تتكون هذه المبادرة من طريق بحري يربط بين الصين واوربا من جهة ومن جهة ثانية حزام اقتصادي  بري وهو عبارة عن شبكة من الطرق البرية ، تهدف الى ربط القارات الثلاث ( اسيا ، وأفريقيا ، وأوربا ) ، ويتضمن هذا الحزام البري ستة ممرات وهي[13] :

  • طريق يمتد من غرب الصين الى روسيا الغربية يمثل الجسر البري الأوراسي الجديد .
  • ممر الصين منغوليا ، روسيا الذي يمتد من غرب الصين الى روسيا الغربية .
  • طريق يمتد من غرب الصين الى تركيا وهذا طريق يمثل ممر الصين الى آسيا الوسطى وآسيا الغربية .
  • ممر الصين ، شبه جزيرة الهند ، ويمتد من جنوب الصين سنغافورة .
  • ممر بنغلاديش ، الصين ، الهند ، ميانمار ، ويمتد من جنوب الصين الى الهند .
  • ممر الصين وباكستان ويمتد من جنوب غرب الصين الى باكستان .
  • مسار طريق الحرير البحري يبدأ من موانئ الصين الجنوبية باتجاه جنوب شرقي آسيا لتبحر السفن في المحيط الهادي وتحط ركابها في موانئ الهند وارخبيل الملايو ، ومن هناك تنطلق باتجاه الخليج العربي ، وهذا الطريق يخدم العراق في حالة الانضمام الى المبادرة الصينية ، وبعد الخليج يتجه المسار فرعا منه الى عدن اذ تنقل البضائع الى البحر الأحمر ومنه الى البحر المتوسط .

 

طرح الرئيس الصيني المبادرة اثناء جولته في اسيا الوسطى وجنوب شرق اسيا ، اذ شملت اكثر من 65 دولة من ثلاث قارات آسيا اوربا وأفريقيا وبتعداد سكاني يزيد 65% من مجموع سكان العالم ، حوالي أربعة مليارات ونصف نسمة ، فضلا عن ذلك يستقطب حوال 35%  من التجارة العالمية وأكثر من 31% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ، وسيكلف الصين 12 ضعفا مما انفقته الولايات المتحدة الأمريكية في مشروع مارشال لإعادة اعمار اوربا بعد الحرب العالمية الثانية ، والهدف من خطة مشروع الحرير انفاق 900 مليار دولار من اجل عصر جديد تهيمن فيه الصين على العالم ، اذ ستقدم الصين في نهاية المطاف ما يصل الى 8 تريليون دولار للبنية التحية في  68 بلداً، 2631 مطروح من خلال المبادرة بإجمالي 3.7 تريليون دولار امريكي وتعاقد من 2600 شركة ومؤسسة دولية وتمثل الشركات الغير صينية بحوالي 55%  مع عقد عدد من مذكرات التعاون المشترك مع 126 دولة  وعقد مذكرات تعاون مع 29 منظمة دولية وحجم التبادل التجاري بين الصين والدولة المنضمة للمبادرة تخطى 6 تريليون دولار أمريكي ، و440  مليار دولار صرفت على مشروعات بنية تحتية فضلا عن ذلك قيام 11 بنكا صينيا بافتتاح 76 فرع في عدد 28 من الدول المنضمة للمبادرة ، وقيام 50 بنك من 22  لدول المبادرة بافتتاح افرع بالصين [14].

ثالثا: الأهداف الاستراتيجية لمبادرة الحزام والطريق الصينية

تؤكد الصين أن هذه المبادرة ترمي الى تعزيز التعاون الاقتصادي والتوزيع الفعال للموارد ، كما تسعى الى توسيع التكامل بين الأسواق ومن ثم تحقيق التنمية الاقتصادية ، مما يعود بالنفع على جميع الدول المشاركة فيها ، لكن وراء هذا الخطاب المعلن تخفي الصين عدة اهداف استراتيجية ، لاشك ان مصالحها الاقتصادية اولوية في هذا الخطاب ، مع أن  مصالح الدول المشتركة معها محفوظة ، فلا تعاون اقتصادي وتجاري الا بالمنفعة المتبادلة .

وعليه يمكن حصر الأهداف الاستراتيجية للصين  بما يلي :

  • زيادة الصادرات الصينية : تعد هذه المبادرة احدى محركات النمو الاقتصادي والتشغيل في الصين ، فمثلا يتوقع انشاء 20 الف كم من السكك الحديدية في اطار المبادرة ، مما يساهم في ايجاد منافذ لإنتاج الحديد والصلب في الصين ، كما سيتم تطوير الصناعات الرقمية وتعزيز نشاط الشركات الصينية في مجال تكنولوجية الاتصال ، وستزيد من حصتها السوقية في مجال التجارة الالكترونية العالمية .
  • ان الانتاج الصناعي الفائض يعد أهم الدوافع التي تقف خلف المبادرة ، فعلى سبيل المثال ، تنتج الصين نحو 1.1 مليار طن من الفولاذ سنويا ولكنها لا يستهلك داخليا الا 800 مليون طن .
  • سيتم تقليص مدة نقل البضائع الصينية الى اسواق الاتحاد الأوربي الذي يمثل الشريك التجاري الأول للصين ، اذ ان نقل البضائع مثلا عبر البحر بين مدينة شنغهاي الصينية وروترام الهولندية كان يتطلب شهر على الأقل ، وكان يستلزم ثلاثة أسابيع لنقل هذه البضائع عبر السكك الحديدية وخمسة عشر يوم عن طريق الشاحنات .
  • الصين دولة مصنعة للسلع والبضائع وتحتاج الى تأمين امدادات الطاقة وتعد أول مستورد للمحروقات على المستوى العالمي ولهذا تحاول تقليص تبعيتها لدول الخليج وأفريقيا عن طريق تنويع مصادر حصول الطاقة ، عقود توريد مع روسيا وكازاخستان وتركمانستان .
  • اخراج الاقتصاد الصيني من حالة الركود التي عرفها كباقي اقتصاديات العالم عقب الأزمة الاقتصادية ( 2008 – 2009 ) لاسيما في قطاع البناء والخدمات المصرفية والتصنيع فضلا عن ذلك تعميم استخدام العملة الصينية على المستوى الاقليمي[15].
  • تفادي القوات البحرية الأمريكية التي تتواجد في المحيط الهندي والهادي مما يشكل خطر على الامدادات الطاقوية للصين في حالة خلاف كبير مع الولايات المتحدة الأمريكية ، اذ يمكن لهذه الأخيرة أن تفرض بحريا على هذه الإمدادات .
  • بعد نجاح الصين في اضافة عملتها اليوان الى سلة حقوق السحب الخاصة التابعة لصندوق النقد الدولي ، وهذا الأمر يعزز مكانة هذه العملة عالميا ويجعلها عملة رئيسة للتبادل التجاري العالمي ، اذ سيسمح من خلال مبادرة الحرير باستعمال اليوان في تسوية التعاملات المالية بين الصين والدول المشاركة في المبادرة .
  • تسعى الصين من خلال المبادرة الى تأكيد صعودها كقوة سياسية واقتصادية دولية منافسة للولايات المتحدة وقطب ثاني للاقتصاد العالمي ، يقدم نموذج تنموي اقتصادي منافس للرأسمالية الغربية .
  • تهدف الصين عبر مشروعها الى دعم خطتها الاقتصادية التي تحمل شعار ” صنع في الصين 2025″ والتي تهدف الى تحويل الصين الى اقتصاد متقدم ذي قيمة مضافة عالية ، مع نقل الشركات ذات التصنيع المنخفض الى الدول الأخرى في منطقة جنوب شرق اسيا ، وهذا سيسهم على المدى الطويل في جعل الاقتصاد ينمو بوتيرة أسرع من الاقتصاد العالمي بحيث أن المبادرة الصينية تجعل الاقتصاد الصيني يصبح محرك الاقتصاد العالمي .
  • سيطرة الصين على ادارة المشاريع المنتشرة حول العالم ، لا سيما الموانئ البحرية الاستراتيجية سيسمح لها فتح قواعد بحرية ثابتة تمكنها من تحريك أساطيلها من المحيط الهندي وصولا الى البحر الأبيض المتوسط ، ما يعزز من نفوذها السياسي والعسكري بشكل غير مسبوق .

المحور الثالث

القوة الناعمة وتأثيرها في انضمام العراق لمبادرة الحزام والطريق الصينية

( الأهداف والمنافع والتحديات) 

 

أولا : أهداف الدول المنضمة لمبادرة الحزام وطريق الحرير الصيني

  • دولة الصين رصدت اموال كبيرة لهذه المبادرة وتمثل المشاركة من قبل العراق في هذه المبادرة فرصة كبيرة لتطوير البنى التحية التي عجزت الحكومات المتعاقبة في هذا البلد على حلها وتمويل هذا النوع من الاستثمارات بالرغم من أهميتها لدفع عجلة التنمية الاقتصادية، وكل هذه الأموال لتطوير البنى التحية والتي رصدت من قبل الصين يندرج في اطار سياسة القوة الناعمة التي تتبعها الصين لتسويق مبادرتها وتجارتها الى العالم والذي يمثل الصراع والمنافسة التجارية على العالم بصورة بشكل عام وعلى الشرق الأوسط وموقع العراق بشكل خاص .
  • المبادرة الصينية تقوم على الدعم للبلدان المشاركة مما ستعمل هذه المبادرة على تنشيط التجارة والصناعة في البلاد ، فالعراق يحتاج الى تمويلات ضخمة لتطوير بنيتها الأساسية والبلد لا يملك الموارد المالية لتنفيذ الكثير من المشاريع .
  • ستسمح هذه المبادرة بتحقيق النمو المتوازن بين مختلف أقاليم الدولة بعد تنفيذ منفذ الفاو الاستراتيجي الذي سيكون ممرا لربط أسيا واوربا ، هذا سيحقق فرص عمل وايرادات للموازنة العامة ، الأمر الذي سيخفف من مخاطر الاضطرابات العنيفة وحالات عدم الاستقرار، بالتالي لاينكر الدور الصيني في ذلك لاسيما ان الولايات المتحدة الامريكية ولمدة احتلالها للعراق لم يلحظ الشعب العراقي أي تعاون يمكن ان يؤثر على تقدم وتطور البلاد .
  • المبادرة وحسب اعلانها انها ستتكفل في توفير البنى التحتية في اي بلد سيشترك في هذه المبادرة ، كالطرقات والموانئ وشبكات الكهرباء وكابلات الألياف الضوئية وهذا سيحفز الاستثمارات في القطاعات الاقتصادية الأخرى وسيولد المزيد من فرص العمل ويقضي على البطالة، وهذا المؤمل ولكن هل الصين عرضت على الحكومة العراقية تنفيذ مثل هذه المشاريع ، وأين الخلل هل هناك ضغوطا أمريكية لعدم تنفيذ هذه المشاريع .
  • سياسة الصين تختلف عن سياسة الغرب والولايات المتحدة الأمريكية ، اذ أن الصين ترفض وضع مشروطية سياسية ، وهذا في اطار ما يسمى ” اجماع بكين ” ، اذ تؤكد الحكومة الصينية على المساواة بين البلدان والثقة المتبادلة والتعاون الاقتصادي المتوازن ، لا سيما ان الصين عضو دائم في مجلس الأمن وتمتلك حق الفيتو ، لذا اقامة علاقات متينة مع الصين قد يجنبها عقوبات من مجلس الأمن [16].

ثانياً: التحديات وعوائق المبادرة أمام العراق

تواجه هذه المبادرة عدة عوائق وتحديات قد تكون داخلية وخارجية ومنها سياسة القوة الناعمة التي تمارسها الكثير من البلدان التي تتضرر من التحاق العراق بمبادرة الحزام والطريق الصينية ، قوة ناعمة تمارسها الولايات المتحدة الامريكية ، وقوة ناعمة تمارسها دول الجوار وباقي البلدان  ، بالتالي قد تكون هناك صعوبة في امكانية تجسيدها وتطبيقها على أرض الواقع ، ويمكن تلخيص هذه التحديات والعوائق في النقاط التالي :

  • تحدي الجغرافية ووجود بدائل كثيرة وهذا الامر يدفع الصين الى اختيار بدائل وطرق وحتى بلدان اخرى مجاورة للعراق لاسيما ان العراق لم يعلن انضمامه للمبادرة ، وكأن هناك ضغط دولي لعدم الانضمام غير ملموس لكنه واقعا مورس من خلال الكثير من الشواهد .
  • تحدي السياسة ، فالموضوع لا يتعلق بالجانب الجغرافي والاقتصادي فقط بل السياسة وتحدياتها وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على القرار في العراق ، فضلا عن ممارسات كثيرة تمنع الالتحاق بالمبادرة كلها تتدرج بالقوة الناعمة بل بعضها القوة الصلبة .
  • العوائق والتحديات المالية اذ يعاني العراق من ضعف الموارد المالية مما تسبب في الغاء او تأجيل تنفيذ بعض المشاريع وهو امر متوقع نظرا لضخامة حجم المشاريع العملاقة وتكاليفها الباهظة ، مشروع الفاو الكبير انموذجا ، والصين في ضوء ذلك مارست على العراق القوة الناعمة من خلال الاتفاقيات وتقديم القروض ودعوة المسؤولين العراقيين للاطلاع على تجاربها وشركاتها المختلفة .
  • التهديدات الأمنية وتفشي ظاهرة الارهاب الدولي والقرصنة والجريمة المنظمة وكذلك النزاعات والتنافس الدولي حول الاشتراك بالمبادرة الصينية ، وما حصل من انتحار مدير الشركة الكورية الجنونية في مشروع الفاو الكبير في العراق خير دليل على التحديات الأمنية ، التي تشكل تحديا كبيراً وخطيراً أمام حماية البنى التحتية المنجزة ، علما ان توفير الحماية العسكرية لهذه المشاريع هو صعب نظراً لضخامتها .
  • تحديات الداخل في العراق مع ضبابية المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، اذ ان هناك فوضى في التصريحات حول اسباب عدم الاسراع في تنفيذ مشروع الفاو الممر المهم في مبادرة الحزام والطريق الصينية .
  • هناك جدل وعوائق جيوسياسية ، اذ ان هناك منافسة دولية لمشاركة العراق في مبادرة الصين ، فهل تسمح هذه الدول في نجاح تنفيذ مشروع الفاو ، الذي سيؤثر على مصر وقناة السويس وموانئ الامارات العربية المتحدة وموانئ الكويت وموانئ الكيان الصهيوني ، علاقات اقتصادية معقدة ومتشابكة قد لا تسمح بدور واسع للعراق في المبادرة .
  • يرافق مبادرة الحزام والطريق العديد من التحديات المزدوجة والمعقدة على رأسها الصراع السياسي بين البلدان الكبرى والنزاع على سيادة الاراضي والجزر ، والاضطرابات السياسية في الدول التي يمر بها مشروع الحزام والطريق .
  • تحديات الجهات والقوى السياسية الرافضة لمبادرة الحزام والطريق الصينية ، اذ يرى منتقدو المشروع ان يعمل مشروع الحرير على نصب افخاخا من الديون للبدان التي تستفيد من قروض تمنحها المصارف الصينية .

ثالثا : العراق والمكاسب من الالتحاق بمبادرة الحزام والطريق الصينية

  • زيادة فرص العمل لدى الدول المشاركة في المبادرة بما يساهم في نسبة البطالة التي تحصل في العراق بحدود 40% لاسيما في محافظات الجنوب ، وتظهر البيانات ان حجم فرص العمل التي ولدتها مشروعات المبادرة الصينية في عام 2016 بلغ نحو 180 الف فرصة عمل جديدة بما يساوي 0.5%  من اجمالي فرص العمل الجديدة التي تم استحداثها حول العالم من العام نفسه والتي بلغت نحو 40 فرصة عمل [17].
  • زيادة النمو الاقتصادي في القطاعات غير النفطية ، وتشمل المبادرة مناطق ترتفع فيها نسبة الفقر وتتراجع فيها مستويات التنمية ، بالتالي فنجاح المبادرة سيحدث اثارا ايجابية في العراق ويساهم في انطلاق عجلة التقدم وارتفاع مستوى المعيشة لاسيما في مدن الجنوب العراقي ،  والدليل تحولت الصين الى ثاني اكبر شريك تجاري رئيس في مجال الاستثمارات الصينية في البلدان العربية .
  • تحقيق عملية التنافس الدولي على الموقع الجغرافي للعراق بين الولايات المتحدة الامريكية والصين ، اذ أن المبادرة احدى الاستراتيجيات التي تعتمدها الصين في سياستها الخارجية لزيادة نفوذها على المستوى الاقليمي والدولي ، فعلى الرغم من أنها مبادرة اقتصادية الا أن أبعادها السياسية والأمنية والثقافية تبرز مع التقدم في المشاريع المبرمجة وتفاعل البلدان معها .
  • انضمام العراق للمبادرة الصينية يعطي للعراق أولوية في استيرادات النفط من هذا البلد لاسيما ان الصين تستورد 40% من النفط العربي .
  • بشكل عام أدت المبادرة الصينية الى تطورات اقتصادية ايجابية وحيوية بالنسبة الى بلدان مجلس التعاون الخليجي ففي العام 2016 بلغ حجم الاستثمار الصيني المباشر في البلدان العربية 29.5 مليار دولار وفي العام 2017 وقعت الصين عقود بقيمة 33 مليار دولار فبلغ حجم التجارة بين والبلدان العربية 191 مليار دولار ، وهذا الواقع يعطي الحجة والقوة للنظام والطبقة السياسي بالتسريع بإقامة علاقات اقتصادية مع الصين ويكفي التحجج بان الولايات المتحدة لا تسمح بإقامة العراق مثل هذه العلاقات لاسيما ان دول الخليج علاقاتها اكثر قوة مع الولايات المتحدة الامريكية [18].
  • منذ انطلاق المبادرة في عام 2013 ، ارتفعت الاستثمارات في مصر بنسبة 55% ، لاسيما في مجال تعزيز البنى التحية الأساسية ، وتعمل شركة صينية منذ عام 1998  على بناء المنطقة الاقتصادية للقناة السويس في مصر ، ومن المتوقع ان هذا المشروع يحقق 25000  فرصة عمل ، وان يستقطب استثمارات صينية بقيمة 5 مليارات دولار [19].
  • تخطط الحكومة الصينية لبناء طريق سريع يربط طريق بسوريا والعراق ولبنان ، وتركز الاستثمارات في العراق على قطاع الغاز والنفط ، ومن الواضح ان الصين تعمل على توسيع شبكاتها النفطية ، وان العراق لا يزال مصدرا رئيسا لوارداتها .
  • يتوقع ان يؤدي طريق الحزام الصيني الى زيادة مجمل الصادرات بنسبة 3 الى 5 % في معظم بلدان منطقة غربي اسيا ومصر وبنسبة 5%  في العراق وحده .
  • تستورد الصين حوالي 8.4 مليون برميل في اليوم ، 3.9 مليون منها من قبيل مجلس التعاون الخليجي وكانت الملكة العربية السعودية المصدر الأكبر يليها العراق وسلطنة عمان وايران والكويت والامارات العربية المتحدة [20].
  • الصين المستورد الاكبر للطاقة في العراق ولهذا السبب على العراق باعتباره منتج للنفط السعي الى الحفاظ على علاقات اقتصادية مميزة لمستورد رئيسي للطاقة ويسعى للانتفاع من الفوائض المالية الصينية في تنويع اقتصاده الريعي .
  • اطلقت الصين شراكة الطاقة للحزام والطريق مع 17 بلدا منها السودان والعراق والكويت من المنطقة العربية ، وتعزز هذه الشراكة تبادل السياسات وبرامج التبادل التكنولوجي ، واطلاق مشاريع تعاون ثنائية ومتعددة الأطراف في قطاع الطاقة من خلال عقد مؤتمرات وزارية للطاقة كل سنتين وتدريب الموظفين وبناء القدرات [21].

 

رابعا: العراق والبحث عن قوته الناعمة لتحقيق مصالحة السياسية والاقتصادية

 

  • أهم سؤال يجب ان نسأله ماذا فعلت الحكومات العراقية والمؤسسات الحكومية العامة والمؤسسات المهتمة بمصلحة البلاد ، في تحديد وتقييم وتحسين أوراق اعتماد قوة العراق الناعمة ، هل شرعت فعلا في نقطة البداية في استخدام قياس القوة الناعمة لتشخيص القوة مصادر وموارد القوة والضعف في الدولة ومؤسساتها ، وهذه بدوره يساعد الحكومات على تحديد الأوليات لتحسين السمعة العالمية وتوجيه استراتيجية للعلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية ، علما ان العراق مع بداية التغيير مارس القوة الصلبة وليس الناعمة ومثال ذلك على سبيل المثال إعطاء فكرة غير حقيقية عن اقتصاده وامكانياته التصديرية والإنتاجية للنفط الخام فهل يعقل ان يصدر العراق 12 مليون برميل يوميا وهو غير قادر على تصدير 4 مليون برميل وهذا نوع من القوة الصلبة دفع ثمنها العراق الى اليوم ودفع الاخرين بالاستعداء ومحاربة العراق بطرق كثيرة ومنها الإرهاب .
  • السياسة الخاطئة والأسلوب الخاطئ في استخدام الاعلام ساهم في إعطاء صورة مخالفة عن الواقع العراقي لذلك تعرض العراق منذ عام 2004 الى هجمة قوية من قبل التنظيمات الإرهابية والجماعات الجهادية ، وسنوات صعبة دفعها العراق من أمواله وقتل للعديد من ابناءه بسبب هذا الإرهاب ، واغلب الأسباب سياسية اقتصادية تنافسية .
  • يتوفر ثلاثة مقاييس للقوة الناعمة [22]:

أ- مقياس الألفة ويتم ذلك من خلال  إذاعة الكثير من المعلومات الدقيقة والصحيحة عن إمكانيات وموارد وقدرات ومواهب البلد المعني ، وذلك سيساهم في دعم قوة البلد الناعمة .

ب- مقياس السمة وحتى تصبح الدولة جذابة وقدوة للغير لابد ان تكون سمعتها قوية وإيجابية .

ج- مقياس التأثير وهو مقياس مباشر للحضور والتأثير المتصور للبلد المعني ، وكلما استطاع البلد ان يعطي صورة إيجابية عن وضعها السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي يكون للقوة الناعمة تأثير ضخم على قرارات البلدان والشركات والمؤسسات المالية والاستثمارية وعلى المستثمرين ، فالفوة الناعمة وسيلة للنجاح لهؤلاء الذين يدركون كيف يمكن الانتفاع منها .

  • تذهب القوة الناعمة من خلال التأثير على خيارات الآخرين من خلال قوة الجذب والاقناع التي يحوزها طرف ما لإخضاع طرف آخر ، وكشأن أي قوة فأن القوة الناعمة لها تأثير إيجابي بالنسبة للدولة التي تمتلك مقوماتها وتحسن توظيفها ، ولكن قد لا تمتلك الدولة هذه المقومات لمواجهة القوة الناعمة المعرضة لها من الاخرين ، اذ تعرض العراق الى تشويه صورته لدى الرأي العام الدولي ، وتعرض الى ماكنة إعلامية البعض منها محلي مرتبط بمخططات إقليمية ودولية والأخر مرتبط بمشاريع دولية كمخطط لتغيير خارطة السرق الأوسط ، ونتج عن ذلك الخضوع الى ثقافة الغير ، فهذه الماكنة الإعلامية وجهت الى الداخل لأحداث تأثير على الجماهير ووجهت الى الخارج لأحداث تأثير في الرأي العام الدولي .
  • لا يقل تأثير القوة الناعمة التي تمارس على العراق مع مشاريع الحرب المباشرة ، اذ ان اغلب البلدان التي لا تريد ان يلتحق العراق بمبادرة الحزام والطريق الصينية وعن طريق قوتها الناعمة تصور العراق الى الرأي العالمي ، بانه متخلف وفيه تطرف وإرهاب وفوضى وعجز مؤسسي وتنموي وتراجع حضاري وثقافي شامل ، وقد يكون جانب من ذلك يتحمله العراق الذي لم يستخدم قومات قوته الناعمة سواء الجزء الملقى على الحكومات او الجزء الذي يقع على المجتمع وافراده ، فهل اعطى المواطن العراقي انطباعا إيجابيا في اوربا واسيا وامريكا وغيرها من بقاع العالم السلوك المنضبط والايجابي عن ثقافة وحضارة شعب من خلال النشاطات والمؤتمرات العلمية والثقافية والفكرية والسياحية .
  • كيف يمكن ضبط إجراءات احترام السيادة الوطنية والحصول على دعم جماهيري للتعاون مع الحكومة لتحقيق أمن دائم ومساندة فاعلة لمطالب الشعب من خلال استعمال وسائل القوة الناعمة ، اذ ان بروز ثقافة المجتمع الناجح ومشاركة فاعلة في التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لا يتم الا من خلال كسب ثقة السكان وشعورهم بأهمية أوضاعهم الاقتصادية والقوة الناعمة تجعل من القاعدة الاقتصادية أولوية بالنسبة الى الجميع .

الاستنتاجات

  • واقع القوة الناعمة في العراق يفتقر الى الموارد الحقيقية لهذه القوة او انها بحاجة الى اصلاح مقومات قوته الناعمة من اجل إعادة الفاعلية والتأثير لها على المستوى المحلي والدولي ، اذ ان المؤسسات التي تدعم ثقة العالم بالعراق لا زالت غير متكملة ( حكم القانون ، حماية الحقوق والحريات العامة ، عدم الالتزام بفقرات الدستور ، قيم الطاعة والخضوع والولاء والتعصب على حساب قيم المشاركة والمساواة والتسامح والاقرار بحق الاختلاف ) .
  • ضعف المؤسسة التربوية والتعليمية التي تتمحور العلاقة داخلها على التسلط والطاعة ويكاد دورها محدودا في تنمية الشخصية المستقلة ، ويعود ذلك الى رواسب وتأثير حزب البعث السياسي الذي خلق صعوبة في إيجاد مؤسسات قادرة على تربية الأجيال الجديدة تربية ديمقراطية متحضرة تنسجم مع تطلعات المرحلة ، والصعوبة تكمن في إيجاد مشروع متكامل لإنتاج مؤسسات قادرة على النهوض بمشروع ثقافي سياسي جديد ينجح في خلق ثورة ثقافية سياسية تعالج الخطأ وتؤسس لبنية ثقافية معرفية اكثر اتساقا وانسجاما مع الديمقراطية الناشئة في البلد .
  • تتجه الصين بقوة لتصبح الامبراطورية التجارية الأكبر في العالم ، تنافس الغرب والولايات المتحدة الأمريكية في هذا التصدي ، وبالرغم من أن القوة الناعمة رغم مغريات شعاراتها وجاذبية اداتها فان نتائجها لا تقل عن النتائج المترتبة على استخدام القوة العسكرية وأدوات الضغط الاقتصادية لذلك هناك ضغطا لعدم انضمام العراق لمبادرة الحزام والطريق الصينية .
  • لدى الصين بدائل كثيرة لاختيار مواقع خارجة عن موقع العراق الجغرافي وبالتالي قلة فرص العراق في الانضمام الى المبادرة لاسيما عدم جدية الحكومات العراقية المتعاقبة في تنفيذ مشروع الفاو الاستراتيجي ، وقد يكون ذلك بسبب الضغوط الامريكية وازدادت هذه الضغوط بعد عام 2003 لان سياسة الولايات المتحدة افشال مشروع بناء الدولة الوطنية وتفكيك الدولة وإعادة بناءها وفق معايير جديدة تتحكم فيها الولاءات الطائفية والعرقية .
  • تعد الولايات المتحدة الأمريكية من ابرز العوائق التي ستعيق تنفيذ مشاركة العراق في مبادرة الحزام والطريق الصينية ، وذلك لان نجاح هذا المشروع سيؤدي الزيادة هيمنة التنين الصيني على منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وأوربا ، وسيؤدي الى اضعاف الدور والمصالح الامريكية في المنطقة والعالم .
  • قد تكون بعض الآراء والكتابات بخصوص مشروع الحزام والطريق الصينية واقعية والتي ترى ان الواقع يختلف عن ما تطرحه المبادرة وكأن الكثير منها استراتيجية دعائية ، فلم ما تم الاعلان عنه قد صرف على البنية التحية للكثير من البلدان المؤمل انتفاعها من مبادرة الحزام والطريق الصيني .
  • ان الطموحات العراقية بمشاركة الصين بشكل واسع في نهضة اقتصادية شاملة في العراق قد يصطدم بضعف الاستقرار السياسي والأمني وانتشار الفساد في مؤسسات الدولة ، فضلا عن ذلك التوتر المتصاعد بين واشنطن وطهران والذي تنعكس تداعياته على الساحة العراقية .
  • يمكن ان نلاحظ أن الاستراتيجية الأمريكية ومن خلال توظيفها القوة الناعمة تقترب كثيرا مع استراتيجية الكيان الصهيوني الذي يسعى وما يزال الى اضعاف الدول العربية بتجسيداتها ، سواء كانت دول الطوق العربية ، أم دول العمق العربي ، اذ أنجزت حالة التفتيت على صعيد الدولة الوطنية، ليكون واقع الدول العربية منسجما مع ما تطمح اليه الولايات المتحدة الأمريكية .

 

التوصيات

  • العمل على استغلال ما يملكه العراق من قوة ناعمة في زيادة الوعي الوطني في كيفية التعامل مع الضغوط الدولية لعدم انضمام العراق لمبادرة الحزام والطريق الصينية ، وصياغة استراتيجية وطنية إعلامية مزودة ومطعمة بخبرات من اختصاصات مختلفة يكون في مقدمة مهامها تثقيف المجتمع والكشف عن مواطن الزيف والخلل في الاعلام الخارجي الموجه .
  • تأكيد وجود ضمانات دستورية وقانونية وأخلاقية تكفل من خلالها حق جميع المواطنين بالمشاركة في القرارات المتعلقة بشؤون حياتهم ومستقبلهم مع مراقبة ومتابعة تنفيذ هذه القرارات لاسيما موضوع انضمام العراق لمبادرة الحزام والطريق الصينية .
  • بما أن الصين لا تضع معايير انسانية او اخلاقية لمنح القروض المالية ، وبما ان الفساد ينخر مؤسسات الدولة ويزدهر فيها هدر المال العام لذلك يجب ان تذهب هذه القروض للمشاريع العملاقة المدرة للدخل .
  • لا يتردد رأس المال الصيني في ولوج البلدان التي تعاني من نزاعات مسلحة ، وتعاني من ازمات سياسية واقتصادية ، وهذا المال ليس جمعية خيرية بالتالي يجب خضوع مشاركة العراق بالمبادرة الصينية للمصلحة الوطنية .
  • بناء مشروع الفاو والمشاركة في مبادرة الحزام والطريق الصينية للحاجة الماسة لهذا المشروع في رفد الموازنة الاتحادية بالإيرادات المتوقعة من هذا المشروع مع انخفاض ايرادات بيع النفط الخام .
  • في جميع الحالات ، على العراق اثبات نيته الحقيقية في ان يكون شريك حقيقي في المبادرة الصينية وشريك موثوق به في التجارة والاستثمار مع الصين ، لذلك عليه تحقيق المزيد من التكامل والاستقرار والتضامن ليشكل مركزا موثوقا بالنسبة للمبادرة ، لاسيما ان مصادر الطاقة في تراجع بسبب ظهور مصادر بديلة ، فمن المهم ان يعزز العراق اهميته بتوفير خدمات اكثر كفاءة وتطورا تزيد من موقعه كمركز للتجارة الدولية وليس بالاعتماد على ثرواته الطبيعية .

 

المصادر

  • جوزيف ناي ، القوة الناعمة ، مكتبة العبيكان ، عمان ، 2007.
  • جوزيف ناي ، مفهوم القوة الناعمة ، مجلة فورن افيرز الأمريكية ، 1990.
  • حسام الدين ، القوة الناعمة والدور في العلاقات الدولية ، مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ، دمشق ، 2019
  • حسين البطراوي ، تحديات مبادرة الحزام والطريق ، مخاطر عدوى الديون الصينية في الخارج ، على الموقع : arb.majaiIIAa.com
  • حسين البطراوي ، تحديات مبادرة الحزام والطريق ، مخاطر عدوى الديون الصينية في الخارج ، على الموقع : arb.majaiIIAa.com
  • صلاح علي ، مشروع الحزام والطريق ، كيف تربط الصين اقتصادها بالعالم الخارجي ، مجلة المستقبل الجديد ، العدد 26 ، 2019 .
  • طارق احمد شمس ، الشرق على طريق الحرير ، دراسة تاريخية ، جغرافية ، اقتصادية ، 2017 .
  • طريق الحرير : طريق الحضارات ، الدكتور حسين عبد البصير ، على الموقع AImasria aIyoum .com

 

  • طريق الحرير ، كيف تعيد الصين تشكيل العالم بصمت ، على موقع الاتي : aIjazeera.net.com.
  • طريق الحرير ، موسوعة ويكيبيديا ، على الموقع التالي : Org/Wiki
  • عراقيل تواجه خطة الصين لاحياء طريق الحرير ، على الموقع : aIiazeera.net.news.
  • علي جلال معوض ، مفهوم القوة الناعمة وتحليل السياسة الخارجية ، مكتبة الإسكندرية ، مركز الدراسات الاستراتيجية ، مصر ، 2019.
  • عمار شرعان ، مبادرة الحزام والطريق الصينية ، مشروع القرن الاقتصادي في العالم ، المركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية ، برلين ، المانيا ، 2019 .
  • كريم أبو حلاوة ، سياسات القوة الذكية ودورها في العلاقات الدولية ، مركز دمشق للأبحاث والدراسات ، 2016 .
  • ما هو طريق الحرير ، على الموقع التالي : mowdoo3 .com
  • محمد الحمزة ، القوة الناعمة السعودية ، نشر في 29/ 10/2021 ، الشبكة العربية للعلوم .
  • مطارحات النظام الدولي والقوى الكبرى ” تأملات في المسرح الجيوسياسي العالمي الجديد ” ، مجموعة مؤلفين ، تحرير : الدكتور علي بشار اغوان ، ” دار الرمال للنشر والتوزيع ، شركة اكاديميون للنشر والتوزيع ، عمان الاردن ، 2019 .
  • نضال صافي ، مفهوم القوة الناعمة وكيف نشأ ؟ وما ظروف تطوره ؟ وكيف يمارس ؟ وأين مسرحه ؟ ، موقع مدرسة لندن للعلوم السياسية والاقتصادية ، 2020.

.[1] . محمد الحمزة ، القوة الناعمة السعودية ، نشر في 29/ 10/2021 ، الشبكة العربية للعلوم .

[2] . جوزيف ناي ، القوة الناعمة ، مكتبة العبيكان ، عمان ، 2007 ، ص 20 .

[3] . اياد خلف عمر الكعود ، استراتيجية القوة الناعمة ودورها في تنفيذ اهداف السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة العربية ،  دار الشرق الأوسط ، عمان ، 2018 ، ص 23 .

[4] . علي جلال معوض ،  مفهوم القوة الناعمة وتحليل السياسة الخارجية ، مكتبة الإسكندرية ، مركز الدراسات الاستراتيجية ،  مصر ، 2019 ، ص 35-39 .

[5]. نضال صافي ،  مفهوم القوة الناعمة وكيف نشأ ؟ وما ظروف تطوره ؟ وكيف يمارس ؟ وأين مسرحه ؟ ، موقع مدرسة لندن للعلوم السياسية والاقتصادية ، 2020 ، ص 12 .

.[6] . جوزيف ناي ، مفهوم القوة الناعمة ، مجلة فورن افيرز الأمريكية ، 1990 ، ص 57 .

.[7] . نضال صافي ،  مفهوم القوة الناعمة وكيف نشأ ؟ وما ظروف تطوره ؟ وكيف يمارس ؟ وأين مسرحه ؟ ، موقع مدرسة لندن للعلوم السياسية والاقتصادية ، 2020 ، ص 13 .

[8] . علي جلال معوض ،  مفهوم القوة الناعمة وتحليل السياسة الخارجية ، مكتبة الإسكندرية ، مركز الدراسات الاستراتيجية ،  مصر ، 2019 ، ص 35-39 .

[9] . جوزيف ناي ، القوة الناعمة ، مكتبة العبيكان ، عمان ، 2007 ، ص 20 .

[10] . كريم أبو حلاوة ، سياسات القوة الذكية ودورها في العلاقات الدولية ، مركز دمشق للأبحاث والدراسات ، 2016، ص 5 .

[11] .  ما هو طريق الحرير ، على الموقع التالي : mowdoo3 .com

[12] .  طريق الحرير ، موسوعة ويكيبيديا ، على الموقع التالي : Wikipedia.Org/Wiki

.[13] . صلاح علي ، مشروع الحزام والطريق ، كيف تربط الصين اقتصادها بالعالم الخارجي ، مجلة المستقبل الجديد ، العدد 26 ، 2019 ، ص 34 .

[14] . د. عمار شرعان ، مبادرة الحزام والطريق الصينية ، مشروع القرن الاقتصادي في العالم ، المركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية ، برلين ، المانيا ، 2019 .

E-maiI;book@democraticac.de

[15].  حسين البطراوي ، تحديات مبادرة الحزام والطريق ، مخاطر عدوى الديون الصينية في الخارج ، على الموقع :

WWW.arb.majaiIIAa.com

 

[16] . طريق الحرير ، كيف تعيد الصين تشكيل العالم بصمت ، على موقع الاتي : Midan.aIjazeera.net.com.

 

[17]  . حسين البطراوي ، تحديات مبادرة الحزام والطريق ، مخاطر عدوى الديون الصينية في الخارج ، على الموقع :

WWW.arb.majaiIIAa.com

 

[18] . طارق احمد شمس ، الشرق على طريق الحرير ، دراسة تاريخية ، جغرافية ، اقتصادية ، 2017

 

[19] . طريق الحرير : طريق الحضارات ، الدكتور حسين عبد البصير ، على الموقع WWW.AImasria aIyoum .com

[20] . مطارحات النظام الدولي والقوى الكبرى ” تأملات في المسرح الجيوسياسي العالمي الجديد ” ، مجموعة مؤلفين ، تحرير : الدكتور علي بشار اغوان ، ” دار الرمال للنشر والتوزيع ، شركة اكاديميون للنشر والتوزيع ، عمان الاردن ، 2019،  ص 23-34 .

[21] حسين البطراوي ، تحديات مبادرة الحزام والطريق ، مخاطر عدوى الديون الصينية في الخارج ، على الموقع : WWW.arb.majaiIIAa.com

 

[22] . حسام الدين ، القوة الناعمة والدور في العلاقات الدولية ، مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية  ، دمشق ، 2019 . ص 4 .